العناد عند الأطفال: أسابه وأنواعه وفوائده وكيفية التعامل معه

 

  

العناد عند الأطفال أنواعه وأسبابه




العناد عند الأطفال: 

أسابه وأنواعه  وفوائده وكيفية التعامل معه

   يعاني معظم الآباء والأمهات من عناد أطفالهم ويعتبرونه أمرا غير مرغوب فيه ومشكلة كبيرة تصيبهم بالقلق، ولكن في الواقع يعتبر العناد سلوك إيجابي خاصة في السنوات الأربعة الأولى من حياة الطفل، فمن خلاله ينمي شخصيته ويؤكد ذاته، ويحس أنه شخص قادر على ممارسة حياته والاستقلال عن والديه، وبالتالي لا يواجه صعوبة في اتخاد القرارات والمواقف.

ولو نظر الأهل إلى عناد أطفالهم نظرة إيجابية وتعمقوا في فهم الأسباب التي تجعلهم يتصرفون بعناد، ربما سيتقبلونها بصدر رحب ويتعاملون معها بمرونة وليس بالعنف والضرب والتوبيخ، فالعنف لا يولد إلا عنفا، والأجمل أن يعيش الأطفال حياة مبنية على الحوار والتفاهم.

إذا نظرنا إلى ظاهرة العناد عند الأطفال بشكل دقيق سنجد أن له دورا مهما في نمو الطفل، ويعتبر وسيلة لأثبات وتأكيد الذات لكن بدون مبالغة من الطفل، وهو شيء طبيعي للنمو النفسي لدى الطفل وله فوائد نختصرها في النقاط التالية:

أولا: فوائد العناد عند الأطفال:

v  الطفل العنيد ترى في تصرفاته سمات القيادة فطفلك العنيد سيصبح قائد المستقبل.

v  الطفل الذي لا يتصف بالعناد الطبيعي يكون دائم الخضوع والاستسلام ويكمن أن يعاني من الخجل والانطوائية في المستقبل.

v  الأطفال العنيدين تصبح لهم إنجازات هامة في المستقبل مثل المنافسة القوية في الدراسة.

v  الطفل العنيد يتميز بالإصرار والمحاولة في مواجهة المشاكل أكثر من الأطفال المطيعين.

v  تربية الطفل العنيد تعلم الصبر بشكل كبير.

v  العناد يشعر الطفل انه كيان يؤثر ويتأثر.

v  العناد يجعل الطفل مستقلا عن أبويه ومدرك لماهية الأشياء والأشخاص.

تربية الطفل العنيد ليست مهمة سهلة، لأنك تتعامل مع طفل يرى أن له سيادة من خلال الرفض والإجبار، ويصبح طفلا صعب المراس لن ينفع معه الأسلوب التقليدي في التربية، بل سيؤثر عليه سلبا.

وفي الأخير تذكروا أن الإرادة القوية تعني العزيمة، بل هي من أهم الصفات التي يمكن أن يتميز بها أي شخص، والنجاح في الحياة ليس بالأمر السهل يتطلب الكثير من العمل والفشل كذلك، لذا من الطبيعي أن يمر الطفل بمرحلة العناد ليكون شخصه وذاته.


    ثانيا: أسباب العناد عند الأطفال:

أسباب التي تودي إلى العناد عند الأطفال كثيرة ومتعددة، كما يصعب حصرها جميعا، لكن سنجمل بعض الأسباب في ما يلي:

1-المشاكل بين الآباء: 

كثرة الخلافات والنقاشات والخصومات بين الآباء من الأسباب الرئيسية لانحراف الأبناء، حيث يعيشون في جو مكهرب يوثر على شخصيتهم ونموهم النفسي، ويكون العناد رد فعل على ما يعيشه الطفل داخل أسرته من عدم الاستقرار النفسي.

2-عقاب الطفل:

عقاب الطفل بشكل دائم ومستمر، وعقابه بشكل خاطي وبعقوبات غير تربوية يولد لدى الطفل رغبة في الثأر من الوالدين، وعقابهم كما فعلوا معه، لذلك يعتبر العناد عنه رد فعل طبيعي.

    لمعرفة الطرق الإيجابية لعقاب وتأديب الطفل يمكن لك قراءة هذا المقال حول أساليب التأديب الإيجابي للطفل.

3-مقارنة الطفل بغيره: 

في كثير من الأحيان يعمد الآباء إلى مقارنة الطفل بغيره من الأطفال، وذلك لكي يوقظوا فيه شعلة المنافسة والاقتداء بالشخص المميز واتباع سلوكه، لكن استعمال ذلك بطرق خاطئة يوثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته، ويقوده ذلك إلى العناد.

4-الوراثة: 

يعتبر العناد من الأمور التي تكون في الطفل بسبب الوراثة من أحد أبويه، أو كلاهما.     

4-تشجيع الطفل على العناد: 

الثناء على الطفل بعد سلوك فيه عناد، سواء مع أحد أفراد الأسرة، أو مع أح الأجانب فيه رسائل قويه وتشجيع الطفل على العناد.


5-نقص الحنان العاطفي:

 التعامل مع الطفل بجفاء وقسوة وغلظة، وعدم منحه الحب الكافي من أسباب عند الأطفال.

6-تدليل الطفل بشكل مبالغ فيه:

 الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فالإكثار من تدليل الطفل يعتبر من الأسباب التي تجعله عنيدا.

7-عدم التعامل مع الطفل بلطف في المدرسة:

 قد يكون الطفل لديه تعثرات، أو مشاكل في الدراسة، وهذا يجعل المعلمين يقسون عليه أو يرمونه بالكسل والضعف، هذا التعامل من شأنه أن يجعل الطفل عنيدا كرد فعل على ما يتعرض له في المدرسة من سوء معاملة.

8-مشاهدة التلفاز والهاتف:

 قد يأخذ الطفل العناد من ما يتلقاه من القيم والمعارف أثناء متابعته للتلفاز أو تصفحه للهاتف النقال.

  قد يهمك أيضا: التسنين عند الرضع وأعراضه

ثالثا: أنواع العناد عند الأطفال:

يمكن تقسيم العناد لدى الأطفال إلى ثلاثة أقسام:

1-العناد الطبيعي: 

هو العناد الضروري والمهم للطفل حتى يقوم ببناء شخصيته، لذلك وجب على الآباء معرفة أهمية هذا النوع من العناد وضرورته لكي يبني الطفل شخصيته واستقلاليته،  وهذا النوع من العناد عند الطفل لا يستوجب الصراخ في وجهه ولا ضربه وزجره، بل لابد من تشجيع الطفل على التزام الطرق الصحيحة التي تريدها أن يلتزم بها، ويجب ادخال السرور عليهم كلما امتثل للأوامر .

2-العناد غير الطبيعي:  

عندما يتم التعامل بشكل سلبي أو غير معقلن مع العناد الطبيعي، يتطور إلى عناد غير طبيعي،  إضافة إلى الأسباب التي تطرقنا لها يكون العناد غير طبيعي.

3-العناد المرضي: 

العناد المرضي هو مرض يصيب الطفل، ويكون عنيدا لدرجة مرضية، حيث في هذه الحالة الطفل لا يريد أن يفعل أي شيء ويرد على

رابعا: متى يبدأ العناد عند الأطفال:

يعتمد الطفل بعد الولادة على الأم بنسبة كبيرة جدا لذلك لا يظهر عنده العناد، لكن بمجرد ما ينفصل نسبيا عن أمه تظهر عنده علامات العناد الطبيعي والصحي، ويمكن تقسيم مراحل العناد عند الطفل إلى مرحلتين:

1- المرحلة الأولى: 

عناد بناء الشخصية، ويبدأ عند الطفل من ستين تقريبا، عندما يبدأ الطفل بالكلام والمشيء، فيحس بالاستقلالية، فيرتبط بذلك العناد بما يفكر فيه من رغبات وأحلام صغيرة.

2-المرحلة الثانية

تكون في مرحلة المراهقة، حيث يعيش الطفل في هذه المرحلة تغييرات جسمية ونفسية يسعى إلى الانفصال عن أبوية، ذلك يودي إلى العناد في كثير من الأمور، لذلك يجب على الآباء تفهم الأبناء المراهقين وتحميلهم المسؤولية وتشجيعهم وفتح قنوات الحوار معهم من أجل توجيه العناد من الشكل السلبي إلى الشكل الإيجابي.

 

خامسا:  حل مشكلة العناد عند الأطفال:

  • لحل مشكلة العناد عند الأطفال سنقدم لكم مجموعة من الحلول وهي:
  • لا تناقشوا الخلافات الزوجية أمام الأبناء.
  • لا تكثروا من انتقاد الطفل، ولا مقارنته بغيره.
  • يجب تقنين مشاهدة التلفاز واستخدام الهاتف والألعاب الالكترونية.
  • يجب تشجيع الطفل على اكتساب عادة اجتماعية، والانخراط في المجتمع وتكوين علاقات اجتماعية.
  • يجب المساواة بين الأبناء وعدم التمييز بينهم على أي أساس السن أو الجنس ...
  • يجب استخدام وسائل التأديب الإيجابية، والابتعاد عن العقاب والتأديب السلبي.

 

 اقرأ أيضا:

مقارنة بين منهج منتسوري والمنهج التقليدي التعليمي

 مبادي نظام منتسوري في التعليم



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال