مبادي نظام منتسوري في التعليم

 


مبادي نظام نتسوري التعليمي


محتويات:

  • أولا: اكتشافات ماريا منتسوري أثناء مراقبتها للأطفال
  • ثانيا: مبادي وأسس نظام منتسوري التعليمي

الكبار ينظرون إلى الطفل على أنه شيء فارغ يتم ملؤه من خلال جهودهم الخاصة وكأنه شي خامل وعاجز  يجب أن نفعل له كل شيء- كشيء يفتقر إلى دليل داخلي وفي حاجة مستمرة لدليل- فالكبار الذين يتصرفون بهذه الطريقة على الرغم من أنه مقتنع انه مليئ بالحماس والحب وروح التضحية يتصرف نيابة عن طفله... فإنه يقمع دون وعي تطور شخصية الطفل

أولا: اكتشافات مريا منتسوري أثناء مراقبتها للأطفال في

CASA DEI BAMBUNI

اكتشفت الدكتورة ماريا منتسوري أثناء مراقبتها للأطفال مجموعة من الاكتشافات لعل أهمها:

Ø    أن الأطفال يحبون العمل الهادف إذا كان يتوافق مع احتياجاتهم الداخلية التنموية فيضلوا يعملون حتى يصلوا إلى هدفهم من اشباع تلك الحاجة، أما الكبار فيعملون من أجل الحوافز المادية في كثير من الحالات.

Ø    الحاجات الداخلية للطفل هي الدافع لممارسة النشاط السلوكي، لذا فالكبار لا يحتاجون إلى تحفيز الطفل وتعليمه بالطريقة التقليدية.

Ø    عندما تقع عين الطفل على عمل يشبع رغباته ويشبع الحاجات الداخلية عنده، فإنه يستجيب له بعفوية واهتمام طالما توافرت الظروف الصحيحة.

Ø    حاجة الأطفال للنظام:  فالأطفال الصغار يحتاجون إلى النظام من أجل تنميتهم، والدليل على ذلك ما اكتشفته ماريا منتسوري عندما وجدت أن الأطفال يرجعون الأدوات إلى أماكنها بعد الانتهاء منها.

Ø    الانضباط عند الأطفال : كان الأطفال يديرون حياتهم الفردية( طريقة التحدث، التحرك، التعامل مع المواد، التفاعل مع الأخرين) واكتشفت أن الأطفال يحبون الهدوء والنظام والعمل المحدد والرغبة في الوصول للكمال والشعور بالمسؤولية تجاه أنفسهم والبيئة، وأيضا مسئوليتهم تجاه الآخرين في المجتمع كما أظهروا الاستقلال والسيطرة على الأخطاء، وحب الصمت واللامبالاة فيما يتعلق بالمكافأة أو العقوبة،

وهذا ما جعل منتسوري تعتقد أن الانضباط  يأتي من داخل الطفل.

Ø    الطاعة الحقيقية تقوم على الحب والاحترام والثقة، عندما تؤدي الطاعة إلى الارتياح الداخلي تصبح طاعة حقيقية وبالتالي فإنها تؤدي إلى التنمية الحقيقية للطفل.

Ø    معظم الأنشطة المقدمة للأطفال في بيت الطفل هي نتائج مراقبة الطفل أي أن منهج منتسوري قام على مراقبة الطفل وملاحظته، ثم وضع الاستنتاجات والاكتشافات مثال: (نشاط الصمت، تمارين الحياة العملية، المشيء على الخط).

Ø    كل المساعدة التي تقدمها للطفل يجب أن تقود الأطفال إلى الاستقلال في حياته الفرية والاجتماعية فالطفل لا يريد سوى ذلك فالطفل يقول:" ساعدني لأفعل ذلك بنفسي" ونحن لا نستجيب له بل نريد أن نقوم له بذلك نيابة عنه ونمارس الحجر عليه ونعيق نموه.

Ø    أضيفت إلى بيت الأطفال عدة أنشطة أخرى اعتبرت أكبر وأصعب بالنسبة للأطفال من سن ثلاث إلى خمس سنوات، حيث وجدت د ماريا منتسوري أن هذه المجالات من المعرفة ضرورية للتنمية الكلية للطفل ليس فقط ليتعلمها أو يحفظها.

Ø    اكتشفت ماريا منتسوري أن البيئة المحيطة بالطفل مهمة جدا له، ولها أثر كبير في نجاح العملية التعليمية، فهو لا يحتاج إلى أثاث الحياة التعليمية التقليدية الضخم من مكاتب وكراسي. ولكنه يحتاج إلى بيئة تؤثث من أجله كل شيء فيها يكون حجمه يناسب الطفل من طاولات وكراسي وغيرها واباريق مصغرة وأوعية وسكاكين مصغرة ،كل شيء لابد وأن يناسب حجم الطفل، وأن تكون خفيفة الوزن والكراسي سهلة الحمل وكذا الطاولات مما يسمح لطفلين  بنقلها  وحدها وحيث يتعلم الأطفال التحكم في حركاتهم في هدوء دون إعاقة هذا الهدوء بضجيج نقل الأثاث.

Ø    وضعت منتسوري مخطط حجرة الدراسة، وطريقة ترتيب الأثاث فيها، وحددت منطقة ممارسة الأنشطة للحد من الازدحام والتعثر، وكان الأطفال يحبون الجلوس على الأرض لذلك اشترت سجاد صغير (سجاد عمل) لتحديد مناطق عملهم، تعلم الأطفال بسرعة التجول في حجرة الدراسة دون إعاقة الأطفال الآخرين على سجاد العمل.

Ø    اهتمت منتسوري أيضا بالهندسة البيئية في جميع أنحاء المبنى المدرسي، وكذلك البيئة الخارجية وفي تصميم المراحيض صغيرة الحجم لتناسب حجم الطفل، وكذلك النوافذ المنخفضة إلى الأرض والأرفف المنخفضة، والأدوات  الصغيرة التي تناسب أيدي الطفل، وحديقة مصغرة بها مختلف المزروعات.

 

  اقرأ أيضا: 15 نصيحة لتربية طفل عبقري

ثانيا: مبادي نظام منتسوري في التعليم

وضعت منتسوري نظامها التعليمي وفق مجموعة من المبادي، حيث تقول: "التعليم يجب أن لا يكون معظمه نقل معرفة ولكن يجب ان يأخذ مسار جديد وهو السعي لإطلاق الإمكانات البشرية"

من هذه المبادي التي أسست عليها منتسوري نظامها التعليمي نجد:

1-              النشاط والاستقلالية: فالأطفال لا يختارون أنشطة خاصة فقط وانما يستمرون في مزاولة هذا النشاط ويعودون لممارسة هذا النشاط على مدى عدة أسابيع أو أشهر حتى تصبح مزاولة هذا النشاط بمنتهى البساطة.

متى يحتاج الطفل البدء في عمل الأشياء بنفسه ودون مساعدتنا؟

الجواب هو: في اللحظة التي يكون فيها قادر على عمل هذه الأشياء ويكشف عن رغبته في عملها مرارا وتكرارا (سأفعل ذلك بنفسي او اسمحوا لي أن أفعل ذلك بنفسي) وعندما تساعد الطفل على فعل الأشياء بنفسه عندها يصبح مستقلا.

أمثلة:  لتعليم الطفل كيف يمشط شعره يجب أن تعطيه مرآة صغيرة وفرشاة صغيرة، إذا أردنا أن يغسل الطفل بدنه و يده يجب أن نوفر له أشياء تناسب حجمه، مما يجعله فرحا وسعيدا من قدرته على القيام بالأشياء، وسيفعل ما يفعله بحماس وهكذا أثناء اصطحاب الطفل للمشيء فهو يجب أن يرغب في ذلك لكي ينجح.

2-              الطفل منظم: فصول منتسوري هادئة وآمنة ومنظمة لتؤمن للطفل بيئة تدعم حاجته للتركيز والتنظيم.

3-              يتعلم الطفل ذاتيا: يبني الطفل معرفته من خلال الاحتاك والتفاعل الجسدي مع البيئة ليكون الصور الذهنية لديه، والتي ستكون لاحقا الأساس للتعليم المجرد.

4-              التكرار: يكرر الطفل النشاط أو التمرين الواحد عدة مرات حتى يتمكن من اتقانه.

5-              منهج منتسوري هو أسلوب حياة: تتبعه الأسرة كلها.

6-              احترام الطفل: احترام الطفل هو أهم أعمدة طريقة المنتسوري، فعندما تحدث طفلك يجب  استخدم كلمات مثل من فضلك شكرا عفوا.

7-              البيئة المحضرة(بيئة منتسوري) : يجب تجهيز البيئة بشكل يوافق احتياجاتهم الطبيعية الداخلية والتي يؤدي في النهاية إلى تكوين الشخصية المستقلة المستقرة والمرنة، يجب أن تصمم لتلبية احتياجات ومصالح وقدرات الطفل، ينبغي للمعلمين تصميم وتكييف البيئة المناسبة مع أخذ تكوين وحجم الطفل في الاعتبار واختيار الأدوات والمواد التعليمية واجراء التعديل السريع عليها لتناسب احتياجات الطفل.

8-              بيئة بحجم الطفل: الكراسي والطاولات والأحواض... كل ذلك بحجم الطفل كما يتم وضع المواد على رفوف منخفضة في متناول الطفل.

9-              التركيز على التقدم والتنمية مع مراعاة الفروق الفردية للطفل: يتقدم الأطفال على وتيرتهم ينتقلون من الخطوة إلى الخطوة التي تليها في كل مجالات التعلم التي يكون هو مستعد لها.

10-         الإعداد العائلي: فصول منتسوري هي مجتمعات للأطفال والكبار، يتم التركيز القليل على  المعلمين وأكبر على المجتمع الداخلي من الأطفال الأكبر سنا مثلما يحدث في الأسر الحقيقية (الأكبر سنا يساعد الأصغر)

11-         التعاون بدل من التنافس: ويتم تشجيع الأطفال لمعاونة بعضهم البعض وبكثير من اللطف والاحترام متحررين من التنافس والتسابق للفت الأنظار ونيل الاحترام لأن الأطفال يعلمون أنفسهم والمعلمين يمنعون عن مقارنة الأطفال بعضهم ببعض.

12-         دور المعلمة: المعلمة مديرة مراقبة موجهة فهي مجرد ميسر أو منظم في الفصل، كما تقوم المعلمة بترتيب مواد منتسوري وفقا لمستوى الطلاب على رفوف منخفضة، ويسمح لهم بالاطلاع عليهم واختيار المواد التي يريدون العمل عليها وفي الوقت المناسب، كما توضح كيفية استخدام أداة محددة للطفل بشكل فردي مع تقديم الدعم للطفل واعداد بيئة سعيدة صحية للأطفال.

13-         مجموعة من أعمار مختلفة: الفصل يجب أن يكون مزيجا من أعمار مختلفة لأن ذلك واحد من السمات الهامة جدا في بيئة منتسوري، فالأطفال في عمر ثلاثة أربع وخمس سنوات يكونون في غرفة عمل واحدة، وكذلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة وثمانية وتسع سنوات معا في غرفة عمل واحدة، فالطفل الكبير يقوم بمساعدة الصغير ويبدأ بتحمل المسؤولية، كما أن تكرار الطفل الصغير للنشاط يكون بمثابة مراجعة معلومات الطفل الكبير.

14-         استخدام المجسمات: في طريقة منتسوري تقدم المعرفة كشيء ملموس لأن الأشياء الملموسة تساعد على التعلم أكثر على الفهم وتكون المعرفة بشكل عميق وراسخ عن استخدام المعرفة المجردة، مثال الأشكال الهندسية كالمكعب والهرم وغيرهم يعرف بشكل ثلاثي الأبعاد(مجسم) فيسهل على الطفل فهم معنى الأبعاد المتساوية للمكعب مثلا.

15-         الأنشطة الفردية: حيث يعطى كل طفل الفرصة لاستعراض التمارين واختيار النشاط الذي يناسبه، وهذا يعزز الحرية والاستقلال والشعور بالإنجاز لديه، والمعلم فقط يقدم المساعدة عندما يحتاجها الطفل.

16-         العودة إلى الطبيعة: من أهم الأشياء في فلسفة منتسوري هي العودة للطبيعة في كل شيء... فالتعلم خارج المنزل له أهمية كبيرة مثل الخروج الى الحدائق والمزارع والنوادي... التعلم وسط الزهور والأشجار والطيور والحيوانات، فالطبيعة هي معلم الانسان الأول، كما أن حتى أغلب الأدوات المستخدمة في مناهج منتسوري اغلبها مصنوعة من الخشب ومواد مأخوذة من الطبيعة.

17-         ملاحظة المراحل الحساسة واتباع شغف الطفل: يجب على الأم ملاحظة الفترة الحساسة التي يمر بها الطفل لتعلم شيء معين في وقت ما، ببل يجب اتباع اهتمامات الطفل في التعلم.

18-         عدم اللجوء إلى الثواب والعقاب: اهتمت فلسفة ماريا منتسوري بتنمية الحافز الداخلي في الطفل لعمل الصواب والخطأ، فالطفل لا يتجنب الخطأ خوفا من العقوبة ولا يفعل الصواب انتظارا للمكافأة، لأن الإنجاز في حد ذاته يعتبر مكافأة.

19-         الحرية المحددة: الطفل في بيئة منتسوري حر في اختيار ما يتعلمه وما يقوم به، وبمجرد أن يختار الطفل النشاط لا يسمح له بتغيير هذا النشاط إلا بعد مرور المدة الكافية لعمل النشاط وتكراره.


أقرأ أيضا: مقارنة بين منهج منتسوري والمنهج التقليدي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال